|
عبد الواحد اسماعيل الروياني
|
|||
|
|
|||
|
حركة
الحشاشين ؛ حركة اسماعيلية باطنية استطاعت التحصين في قلعة آل موت - تقع على
صخرة مرتفعة من سلسلة جبال البرز وترتفع 10200 قدم على سطح البحر في أقصر وأوعر
طريق بين شواطئ بحر قزوين ومرتفعات فارس - وكانت قيادة القلعة للحسن الصباح -
مات سنة 518هـ - .
وكانت هذه الحركة معول هدم ، ومخزرا مؤلما باطنيا في خاصرة دولة الإسلام ، مع ما كان المسلمون يلقونه في هذه الفترة من التتار ومن الصليبين ومن الدولة العبيدية الملحدة في مصر . وكانت هذه الفترة - في القرن الخامس الهجري - فترة من أشق الفترات وأتعبها على دولة الإسلام . كان من سيساة هؤلاء الباطنية اغتيال الخصوم عن طريق ضرب الخنجر من بعيد أو غرزه في بطن أو عنق الضحية ، وقد استطاعوا قتل الكثير من أهل السنة بهذه الطريقة ، ومن هؤلاء الشهداء : أ- الخليفة العباسي المسترشد بالله ، سنة 529 هـ . ب- الوزير السلجوقي العادل نظام الملك ، سنة 485 للهجرة ، وأبنه أبو المظفر ، سنة 500 للهجرة . جـ_ الوزير الكمال أبو طالب السميري وزير السلطان محمود . د- قاضي قضاة أصبهان عبيد الله بن علي الخطيبي ، سنة 502 للهجرة . هـ- أبو العلاء صاعد بن محمد البخاري الحنفي ، من كبار العلماء ، قتلوه يوم الفطر سنة 502 للهجرة . والشيخ المُتَرجَم . ففي سنة 502 للهجرة ، وفي يوم الجمعة الحادي عشر من المحرم ، وبعد فراغه من املائه الدروس على تلاميذه ، تقدم منه اسماعيل بخنجره فضربه في خاصرته . والشيخ ولد سنة 415 للهجرة ، وأخذ العلم عن عبد الغافر بن محمد الفارسي ، ومن شيخه ابن بيان الكازروني . وروى عنه زاهر بن طاهر الشحامي واسماعيلي بن محمد الفضل الأصبهاني . كان آية في حفظ مذهب الشافعي ، حتى أنه كان يقول : ( لو احترقت كتب الشافعي لأمليتها من حفظي ) ، وكانت له وجاهة ورياسة وقبول عند الملوك والعامة ، وكان نظام الملك يجله ويحترمه ، وكان كثير التعظيم له . له من التأليفات الكبار في مذهب الإمام الشافعي رحمه الله تعالى ، وفيها " البحر " وهو طويل جدا غزير الفوائد . قال ابن كثير عنه : ( هو حافل كامل شامل للغرائب وغيرها ، وفي المثل حدث عن البحر ولا حرج ) . وله كتاب " مناصيص الشافعي " ، وكتاب " حلية المؤمن " ، وكتاب " الكافي " . قال صاحب " شذرات الذهب " : ( وله اختيارات كثيرة ) اي يخالف فيها مذهب الشافعي رحمه الله ، وكثير منها يوافق مذهب مالك . وله كتاب " المبتدي " - بكسر الدال - ، وكتاب " القولين والوجهين " - مجلدان - . قال العماد صدر الري في عصره : ( أبو المحاسن القاضي : شافعي عصره ) . قلت : كان اختيار الباطنية لقتل العلماء والحكام هو اختيار مقصود وليس عشوائيا ، فإنهم كانوا يلاحقون خصومهم ومن كان شأنه فضح شأنهم وكشف حقيقتهم ونصب نفسه لعدائهم وقتالهم ، كما هو أمر الوزير نظام الملك رحمه الله تعالى وصاحب الترجمة . ولكن كل هذا لم يمنع أهل العلم من قول كلمة الحق ، كما فعل الغزالي - متوفى 505هـ - في كتابه " فضائح الباطنية " ، فإنه ما كتبه إلا لفضحهم .
[عن نشرة الانصار]
مصادر الترجمة (1) شذرات الذهب 4/4 (2) معجم البلدان 3/118 (3) البداية والنهاية 12/170-171 (4) طبقات السبكي 4/264 وما بعدها (5) المنتظم 9/160 |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق