| يحيى بن يوسف الصرصري | |
يحيى بن يوسف الانصاري الصرصري، نسبة " لصرصر " وهي قرية على فرسخين من بغداد تعرف بصرصر الدين .
| زار وهنا ونحن بالـزوراء | ![]() |
في مقام خـلا من الرقباء |
| من حبيب القلوب طيف خيال | ![]() |
فـجلا نوره دجى الظلماء |
| يـالها زورة على غير وعد | ![]() |
بتُ منها في ليلة سـراء |
| نعمت عيشتي وطابت حياتي | ![]() |
في دجاها يا طلعة الغراء |
علم من اعلام الإسلام ، كان ضريرا ، ولد سنة ثمان وثمانين وخمسمئة -588هـ -
قرأ القرآن بالروايات وسمع الحديث ، وحفظ الفقه على مذهب أحمد بن حنبل ، وحفظ اللغة ، ويقال إنه كان يحفظ " الصحاح " للجوهري بكماله ، وكان أديبا شاعرا ويلقب بـ " جمال الدين " .
اشتهر بمدائحه للنبي صلى الله عليه وسلم وله ديوان كان سائرا بين الناس ، حتى قيل عنه حسان وقته ، ولم يشتهر عنه أنه مدح أحدا قط من المخلوقين من بني آدم إلا الأنبياء .
كان شديدا في نصرة السنة ، وشعره مملوء بذكر أصول السنة ، وذم مخالفيها ، وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه وبشره بالموت على السنة ، ونظم في ذلك قصيدة طويلة منها الأبيات المتقدمة .
وله نظم في الفقه " مختصر الكافي " ونظم " زوائد الكافي " في فقه الإمام أحمد رحمه الله تعالى ، تستطيع أن تقرأ بعضها في " المدخل لمذهب أحمد بن حنبل " لابن بدران الدمشقي ص327 ، وقصيدة دالية في الفقه الحنبلي 2774 بيتا شرحها محمد بن ايوب التاذفي ، وقصيدة في كل بيت منها حروف الهجاء كلها ، اولها : ( أبت غير ثج الدمع مقلة ذي حزن ) .
لما دخل هولاكو وجنوده الكفار إلى بغداد سنة 656 للهجرة ، كان الشيخ يحيى بها ، فدعاه كرمون بن هولاكو للحضور ، فأبى أن يجيب له ، واعد في داره حجارة - وكان ضريرا كما تقدم - فحين دخل عليه التتار رماهم بتلك الأحجار فهشم منهم جماعة ، فلما خلصوا إليه قتل أحدهم بعكازه ثم قتلوه شهيدا رحمه الله تعالى ، وله من العمر ثمان وستون سنة ، وقد قتل معه في مكانه الشيخ الصالح علي بن سليمان بن ابي العز الخباز ، وكان زاهدا ، كبير القدر ، له أحوال وكرامات .
قال الذهبي : ( كان شيخنا الدياهي - والدياهي خال أم الصرصري واسمه محمد بن أحمد أبي نصر البغدادي ، توفي سنة 711هـ - يعظمه ، وكان المنتصر بالله الخليفة العباسي يزوره ، قتلته التتار ، وألقي على باب بيته على مزبلة ثلاثة أيام ، حتى أكلت الكلاب من لحمه ، ويقال إنه أخبر عن نفسه بذلك في حياته ) .
وممن قتل في هذه الموقعة مؤدب الإمام المستعصم علي بن حمد بن الحسين شيخ شيوخ بغداد ، فلما دخلت التتار بغداد دار الخلافة ذبخ فيها كما تذبح الشاة .
وقتل الفقيه الحنبلي عبد الرحمن بن رزين الحوراني ثم الدمشقي الملقب بسيف الدين أبي الفرج ، وكان يصاحب أستاذ الدار ابن الجوزي ويلازمه ، وتوكل له في بناء مدرسته بدمشق ، فذهب إلى بغداد لأجل رفع حسابها إليه فقتل شهيدا بسيف التتار .
واعلم أن كثيرا من الأعيان قد قتلوا في بغداد حين دخلها الكفار التتار ، واستقصاء ذلك يطول ، منهم محيي الدين يوسف بن الشيخ أبي الفرج بن الجوزي مع أولاده الثلاثة ، وستأتي ترجمته إن شاء الله تعالى .

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق